تعلم كيف تتغلب علي قلة الثقة بالنفس
يصعب على الفرد اكتشاف ذاته بكل ما تحويه من مهارات وطموحات ما لم تكن لديه
في الأساس الثقة في شخصيته وفي قدراته ، وتكمن أهمية هذه الثقة وتنمية
شخصية الإنسان في الواقع العملي الصعب الذي فرض نفسه على الجميع وأصبح يحتم
عليهم تنمية وتطوير قدراتهم لتتوافق مع الواقع العملي في ظل التطورات
الكبيرة التي يشهدها العالم ، وأيضا تكمن أهمية الالتفات إلى الذات في أن
الإنسان أصبح معزولا عن نفسه وعن التفكير فيها وعما إذا كان عليه تغييرها
وذلك بسبب الانغراق في مشكلات الحياة اليومية .
إن تنمية الشخصية لا يحتاج إلى مال ولا إمكانات ولا فكر معقد ، وإنما
الحاجة تكمن في الإرادة الصلبة والعزيمة القوية . إن الثقة تكتسب وتتطور
ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد .
ما هي أسباب انعدام الثقة في النفس :
إن عدم الثقة يعد مرضا خطيرا ومن أهم أسبابه:
* أولا: الاعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفك و سلبياتك وأنك لا تستطيع إخفاء عيوبك.
* ثانيا: القلق المستمر بسبب سعي الإنسان الدائم لأن يكون على أفضل صورة وخوفه من عدم تحقي ذلك.
* ثالثا: الإحساس بالخجل من نفسك وأنك مجرد ترس صغير غير مثمر في ماكينة الحياة.
* رابعا : الخوف من الفشل:
الخوف هو أكثر الأعراض لعدم الثقة في النفس عندما لا ينجز الإنسان عمله أو
يقوم بتأجيله يوما بعد أخر ، إن الفشل في مواقف سابقة لا يعني أننا سوف
نفشل مرة أخرى، فإن الحياة تتغير دائما ويجب النظر إلى الأخطاء السابقة
كمصادر مهمة لمعلومات في غاية الثراء .
وقبل أن تدمر حياتك بفعل هذا الإحساس السلبي تجاه نفسك و قدراتك ، عليك أن
تقرر التوقف عن جلد نفسك بتلك الأفكار السلبية والخاطئة ، وعليك اتباع
الخطوات الآتية للتغلب على المشكلة.
كيفية التغلب على فقدان الثقة:
معرفة السبب الرئيسي للمشكلة
على الشخص أن يتحدث مع نفسه بصراحة حول أسباب المشكلة التي يعانيها ، فهل
نتجت مثلا نتيجة لحادثة في الصغر ؟ هل بسبب استهزاء الآخرين بقدراتي
وسلوكياتي؟ هل نتيجة الاستهزاء بي أمام الآخرين وهو ما نتج عنه العزلة
وفقدان الثقة في التعامل مع الناس ؟ هل مازال هذا التأثير قائم حتى الآن؟
……أسئلة كثيرة حاول أن تسأل نفسك وتتوصل إلى الحل كن صريحا مع نفسك ولا
تحاول تحميل الآخرين أخطائك، وذلك لكي تصل إلى الجذور الحقيقية للمشكلة
لتستطيع حلها ،حاول ترتيب أفكارك استخدم ورقة قلم واكتب كل الأشياء التي
تعتقد أنها ساهمت في خلق مشكلة عدم الثقة لديك ، تعرف على الأسباب الرئيسية
و الفرعية التي أدت إلى تفاقم المشكلة .
البحث عن حل:
بعد الخطوة الأولى والتوصل إلى سبب المشكلة ابدا في البحث عن حل .. بمجرد
تحديدك للمشكلة تبدأ الحلول قي الظهور…كن هادئا وتحاور مع نفسك، حاول ترتيب
أفكارك… ما الذي يجعلني أسيطر على مخاوفي و أستعيد ثقتي بنفسي ؟ إذا كان
الأقارب أو الأصدقاء مثلا طرفا أو عامل رئيسي في فقدانك لثقتك ..حاول أن
توقف إحساسك بالاضطهاد ليس لأنه توقف بل لأنه لا يفيدك في الوقت الحاضر بل
يسهم في هدم ثقتك ويوقف قدرتك للمبادرة بالتخلص من عدم الثقة ويعيقك عن
التجاوب مع الناس وإقامة علاقات إنسانية طبيعية معهم.
اعتقاداتك تجاه نفسك وعلاقتها بالثقة المفقودة:
ذكر أحد الكتاب أن أهم ما أفرزه الزمن الذي نعيش فيه الآن هو أن الإنسان
يمكن أن يغير طريقة حياته إذا ما غير معتقداته وأفكاره، في البداية احرص
على أن لا تتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك. فالثقة بالنفس فكرة
تولدها في دماغك وتتجاوب معها أي أنك تخلق الفكرة سلبية كانت أم إيجابية
وتغيرها وتشكلها وتسيرها حسب اعتقاداتك عن نفسك …لذلك تبنى عبارات وأفكار
تشحنك بالثقة وحاول زرعها في دماغك.
انظر إلى نفسك كشخص ناجح وواثق و استمع إلى حديث نفسك جيدا واحذف الكلمات
المحملة بالإحباط ،إن ارتفاع روحك المعنوية مسئوليتك وحدك لذلك حاول دائما
إسعاد نفسك ..اعتبر الماضي بكل إحباطا ته قد انتهى ..وأنت قادر على
المسامحة أغفر لأهلك… لأقاربك لأصدقائك أغفر لكل من أساء إليك لأنك لست
مسئولا عن جهلهم وضعفهم الإنساني.
لا تستخدم أسلوب المقارنة:
ابتعد تماما عن المقارنة و لا تسمح لنفسك إطلاقا أن تقارن نفسك
بالآخرين…حتى لا تكسر ثقتك بقدرتك وتذكر إنه لا يوجد إنسان عبقري في كل
شئ..فقط ركز على إبداعاتك وعلى ما تعرف أبرزه، وحاول تطوير هوايات
الشخصية…وكنتيجة لذلك حاول أن تكون ما تريده أنت لا ما يريده الآخرون..
اختر مثل أعلى لك وادرس حياته وأسلوبه في الحياة وأحرص على أن تكون مثله
وتعلم من سيرته الذاتية.
عوامل تزيد الثقة في النفس:
* عند وضع الأهداف وتنفيذها فإن ذلك يزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف.. سواء على المستوى الشخصي.. أو على صعيد العمل.
* اقبل تحمل المسئولية.. فهي تجعلك تشعرك بأهميتك.. تقدم ولا تخف.. اقهر
الخوف في كل مرة يظهر فيها.. افعل ما تخشاه يختفي الخوف.. كن إنسانا نشيطا.
* حدث نفسك حديثا إيجابيا كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وحدد ما الذي ستقوم بعمله ليجعلك في وضع أفضل.
* شارك في المناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات..
كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، فكثير من الناس لا
يستطيعون التواصل مع الآخرين نتيجة ضعف معلوماتهم وعدم إمكانية لفت
الانتباه إلى ما يقولون.
* اشغل نفسك بمساعدة الآخرين وذلك سوف يزيد ثقتك في نفسك عند سماع كلمة شكرا.
* أكد علماء النفس أن الاهتمام بالمظهر يؤثر كثيرا في شخصية الإنسان ويجعله
في حالة نفسية مستقرة بالمقارنة بما إذا كان لا يهتم بمظهره.
تدريب عملي
إذا كنت لا تستطيع التواصل مع الآخرين وتجد صعوبات في العمل ضمن فريق مكون
من عدة أشخاص ، فهذه هي أهم النقاط التي يجب عليك معرفتها ومراعاتها عند
العمل مع فريق ، وفي حالة ما إذا عرفتها وتدربت عليها سوف تكسب حب زملائك
وثقتك في نفسك :
* حسن الاستماع والإصغاء لوجهة نظر الآخرين
* فهم الخلفية النفسية والثقافية لأفراد المجموعة التي يتم التعاون معها
* الحرص على استشارة أفراد المجموعة في كل جزئية في العمل المشترك تحتاج إلى قرار
* الاعتراف بالخطأ ومحاولة التعلم منه
* عدم الإقدام على أي تصرف يجعل الزملاء يسيئون فهمه
* عدم إفشاء أسرار العمل أو التحدث عن أشياء ليست من اختصاصك
* المبادرة لتصحيح أي خطأ يصدر من أي فرد من أفراد الفريق وفق آداب النصيحة
* تحمل ما يحدث من تجاوزات وإساءات من الأفراد.
اكتشاف الذات وجني ثمار الموهبة:
سيساعدك اكتشافك لذاتك على تطوير مقدرتك النفسية على مقاومة التوتر والقلق
والاكتئاب ، واكتشاف ما لديك من مهارات يمكن أن تستغلها في مجال عملك وتجني
العديد من المكاسب.
تعد مرحلة اكتشاف الذات هي مرحلة خطيرة لأنها ترسم مسار الإنسان في رحلته
مدى الحياة … هذه المرحلة تتطلب من الإنسان أن يوقظ نفسه بمعنى أن يتوقف
لفترة قد تطول أو تقصر عن مجاراة هذا العالم ، تطلب منه طرح أسئلة معينة
على النفس: من أنا ؟ ماذا أفعل في هذه الدنيا؟ ماذا أعرف عن نفسي؟ وبعد
الإجابة عن الأسئلة السابقة يجب عليك أن تحدد الأهداف التي تهمك، والتي
ستستخدمها في خطتك، قم بعمل قائمة بكل شيء تتمنى أو تحلم بتحقيقه، في شتى
مجالات حياتك، أيا كان هذا الحلم صغيرا أم كبيرا، اكتبه على الورق. فكتابتك
لكل أهدافك على الورق في هذه المرحلة ستوسع من أفق تفكيرك ، وتجعلك تفكر
في طرق مبتكرة لتحقيق هذا الهدف.
* إذاً عليك أن تضع أهدافاً لحياتك، ما الذي تريد تحقيقه في هذه الحياة؟ ما
الذي تريد إنجازه لتبقى كعلامات بارزة لحياتك ؟ فلا يعقل أن تشتت ذهنك في
اكثر من اتجاه، لذلك عليك ان تفكر في هذه الأسئلة، وتوجد الإجابات لها،
وتقوم بالتخطيط لحياتك.
* عليك أن تقرأ خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك ، والتفكير في ما تملك من إمكانيات لتحقي هذه الأهداف.
* استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم
وقتك، كالإنترنت والكمبيوتر ، فكلها أشياء تنمي من قدراتك وتوسع من آفاق
تفكيرك.
* ركز ولا تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، وهذه النصيحة أن طبقت ستجد الكثير
من الوقت لعمل الأمور الأخرى الأكثر أهمية وإلحاحاً ، فعادة ما يلجأ مثلا
الخريج الجديد لدراسة عدة دورات كمبيوتر لا ترتبط بمجال واحد وهو ما يدي
إلى تشتيت الفرد ، فمثلا قد يدرس برامج المحاسبة ثم الجرافيك ويكون متردد
في دخول أي من المجالين ، ولكن عليك التركيز في مجال واحد لتتمكن من
الإبداع والتميز وسط الآخرين.
معوقات تنمية الشخصية واكتشاف قدراتها:
المعوقات التي تقابل الفرد أثناء محاولته لتغيير شخصيته وأفكاره السلبية تتلخص فيما يلي :
* عدم وجود أهداف أو خطط.
* التكاسل والتأجيل، وهذا أشد معوقات تنظيم الوقت، فتجنبه.
* عدم إكمال الأعمال، أو عدم الاستمرار في التنظيم نتيجة الكسل أو التفكير السلبي تجاه التنظيم.
* سوء الفهم للغير وتوقع ردود فعل سلبية من الآخرين.
* عدم الرغبة في التغيير أساسا .
* سرعة اليأس من المحاولة .
الشروط الواجب توافرها كي تتطور شخصية الفرد:
* النظر دوما إلى هدف أسمى: وهنا نؤكد أنه طالما الهدف موجود دائما أمام
الإنسان فهو غالبا ما سيسعى نحو تحقيقه أثر مما لو كان هذا الهدف غائبا أو
مشوشا .
* الاقتناع بضرورة التغيير: يظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول
أو أنه ليس الأسوأ على كل حال ، وبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكاناته
محدودة ، ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره ولكن بجلسة مصارحة مع النفس
يمكن للشخص أن يكتشف عيوبه أو ما ينقصه وبالتالي سوف يسعى إلى التغيير
للوصول إلى حالة أفضل.
* الشعور بالمسئولية: حين يشعر الإنسان بجسامة المسئولية المنوطة به ،
تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما ، ولا شك أن الحصول على
وظيفة والتميز في مجال العمل لمن أهم المسئوليات الجسيمة التي تدفع الشخص
إلى محاولة التغلب على كل معوقاتها.